الصيام في علم النفس
نحن جميعا ً نعرف بأن الله تعالى يحبنا ، وكل عمل هو عبادة لله فيه فائدة لنا . هذا ما يثبته العلم .
فالصيام مثلا ً : نحن كما أمرنا الله نترك طعامنا وشرابنا في أوقات ٍ معينة ، فجميعنا نتناول السحور، ونمسك عن الطعام والشراب من آذان الفجر إلى آذان المغرب ، الذي هو وقت الإفطار. فهذا نوع من التنظيم نعلم أنفسنا عليه .
وعندما نفطر جميعنا بنفس الوقت ، يعطينا هذا شعورا ً جميلا ً ، ويبث فينا روح ودعم الجماعة .
أما الإمساك عن المغريات التي نحبها ، والتي هي موجودة أمامنا ، وبين أيدينا ، يعطينا قوة داخلية ، فيها نربي ونعود أنفسنا على الصبر ، وعلى التحكم في داخلنا ومشاعرنا ، فهذا تدريب نفسي كبير ، يدفعنا إلى الأمام لنكون أقوى . وهذا ما يزيد من قوة تحملنا وعزيمتنا .
فنحن عندما نتحكم بأنفسنا نضيف إلى جعبة صفاتنا الإيجابية ، صفة يعطينا إياها الصيام .
والصيام قبل كل شيءٍ عبادة ننفذها ، لأن الله تعالى أمرنا أن ننفذها ، فنحن نتقرب إليه ، ونطبق أوامره ، ولكننا نعرف بأن الله عندما أمرنا بالصيام ، أمرنا لأنه يحبنا ، فالصيام كله فوائد .
ولا يخفى على أحد ٍ فوائده الصحية ، إذا طبقناه كما يجب ، وإذا اتبعنا سنة رسولنا الكريم فيه .
ففي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات ، فإن لم تكن رطبات فتميرات ، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء ).
واتباعنا لسنة رسولنا عند الإفطار ، فيه تدريب نفسي أيضا ً ، عدا عن الفوائد الصحية ، وتهيئة المعدة الفارغة لاستقبال الطعام ، وعدم زج هذا الطعام دفعة واحدة ، هناك الفائدة النفسية : فنحن نرى أمامنا الطعام ، ونحن جائعون ، ومع ذلك نكتفي أولا ً بالإفطار على تمرتين ، أو على شرب الماء ، ثم نذهب إلى الصلاة ، لنتابع بعدها تناول طعامنا . فهذا تحكم وسيطرة على النفس ، وتعويد على الصبر ، فلم نطلق نفسنا على سجيتها . وهذا يفيدنا للتحكم بأنفسنا بأمور أخرى ، ويزيدنا قوة .
والحمد لله رب العالمين .