ALLAHO AKBAR
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ALLAHO AKBAR

Tawhido Allah
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 كارثة اللازواج*

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد الرسائل : 317
Localisation : Maroc
تاريخ التسجيل : 12/11/2006

كارثة اللازواج* Empty
مُساهمةموضوع: كارثة اللازواج*   كارثة اللازواج* Icon_minitimeالسبت يناير 20, 2007 6:46 am

كارثة اللازواج*

الذي لا شك فيه هو أن أقوى غريزة لدى أي مخلوق حي هي ما تتعلق بحفظ النفس كالطعام والشراب والبعد عما يتلفها، ثم تأتي بعدها غريزة حفظ النوع، وإلا فلن تدوم الحياة أكثر من جيل واحد. والجسد مقهور بهرمونات صارمة لا تعرف المزاح ولا أنصاف الحلول، هرمونات تتدفق في الدم وتمتزج بكل ذرة في الجسد لتلهمه طلب نصفه الآخر.. فقد كانت اللحظة التي عرف فيها الإنسان – ذلك الكائن الفاني – الموت هي نفس اللحظة التي قاومه فيها بأرق ما في الوجود : الحب.

واقعية الإسلام

ولا حيلة لأي مخلوق حي في تجاهل هذه الغريزة.. ومن عظمة الإسلام كتشريع عليم باحتياجات البشر أنه تعامل بواقعية شديدة معها.. فكان الزواج سنة المصطفى، وحينما ظن بعض أصحابه فضلا في مقاومة تلك الغريزة قال لهم بوضوح أنه أعلمهم بالله واتقاهم له وهو يتزوج النساء فمن رغب عن سنته فليس منه.. وكان هذا أكبر تهديد يمكن أن يتلقاه مؤمن.

بل إن من يقرأ كتب السيرة تدهشه تلك البساطة التي كان يتم تناول بها هذا الأمر، فكان إشباع تلك الغريزة ميسورا بالزواج من واحدة وبالتعدد وبالتسري، وكان المجتمع من حولهم نظيفا دون مثيرات.. كان الله في عون شبابنا وسط هذا الكم من العري الملون.

السباحة ضد التيار

فلنكن صرحاء مع أنفسنا.. الرغبة في الجنس الآخر فطرة مركبة فينا من الخالق عز وجل وليس فيها ما يخجل أو يستدعي الاعتذار.. والمجتمع الغربي حل هذه المشكلة بطريقته التي نعرفها جميعا.. أما عندنا فليس أمام الإنسان المتدين – في حالة عدم تلبيته هذه الغريزة الكاسحة بالطرق المشروعة – إلا أحد أمرين:

الأولى مخالفة الشرع بدرجات تتفاوت حسب درجة مخافته من الخالق عز وجل، بدءا من خائنة الأعين إلى اللمس الحرام، وصولا إلى الزنا والعياذ بالله..

والثانية - في أفضل الأحوال- المقاومة، واستنفاذ طاقات الإنسان فيما لا لزوم لاستنفاذه.. هذه الطاقة التي يجب أن توجه إلى إعمار الأرض والقيام بمقتضيات الخلافة، لا لمقاومة غريزة مشروعة وضعها الله تعالى فينا لاستبقاء النوع والتكاثر على الأرض.

من أجل هذا كله أقول إن إحصائيات العنوسة في مصر (تسعة ملايين عانس تجاوزن الثلاثين) قنبلة لن تكتفي بنسف المجتمع، وإنما ستجرف معه الكثير من قيمنا الدينية والاجتماعية ما لم نتغير ونغير الكثير من ممارساتنا الخاطئة التي أدت إلى هذا الوضع المخيف.

لم تقولون ما لا تفعلون ؟

الكل يعرف أسباب عدم الزواج وبرغم ذلك فإن أحدا لا يصنع شيئا ولا نكف – في الوقت نفسه - عن التغني بأمجاد المجتمع الإسلامي الأول دون أن نحاول استلهامه.. وقتها لم يكن واردا أن تبقى امرأة بغير زواج، فمهما تواضع حظ المرأة من الجاذبية أو حظ الرجل من الرزق فالكل كان يتزوج قانعا بالمتاح ولو كان قليلا.

والفقر هو السبب الرئيسي بالطبع، ولكنه كان موجودا أيضا في المجتمع الإسلامي الأول حتى أن أشرف الخلق – سيد قومه - كان يربط بطنه بحجر لاتقاء الجوع و يصرع الجوع سيدنا بلال فيظنون به جنه وما به إلا الجوع.

لم يصل بنا الفقر إلى هذا الحد ولكننا نحن الذين تغيرنا..

نحن والغرب

والمدهش أنه حتى في عصرنا الحاضر فإن الزواج أيسر في الطبقات الفقيرة عنه في الطبقة الوسطى المعذبة بالتناقضات، الحائرة بين السماء والأرض.. فتيات الريف يقنعن بالمتاح وفتاة الطبقة الوسطى تريد أن تبدأ حياتها من حيث انتهى والداها وتتجاهل قيم الكفاح والصبر.. مجتمع استهلاكي بلا أي عقل وكأن الحياة لم تكن ممكنة من قبل هذه الاختراعات التي دفعتنا لأعمال لا نريدها من أجل شراء أشياء لا حاجة لنا بها.

فتاة الطبقة الوسطى تريد أثاثا فاخرا ومنزلا متسع مجهز بكافة الكماليات وحفل زفاف تهدر فيه عشرات الآلاف في الفنادق الكبرى بلا عقل لمجرد التفاخر (أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا)، وتصم فيه الآذان من فرط الضجيج بحجة أنها ليلة العمر.

وحتى في المجتمعات الغربية المتقدمة فالأمر بسيط جدا.. منزل صغير بإمكانيات عادية تتطور مع إنجاب الأطفال وتقدم العمر وتراكم المدخرات.. يحدث هذا رغم فارق الإمكانيات الشاسع بيننا وبينهم وكأن التكلف مرادف للتخلف والبساطة مرادفة للتقدم الحقيقي..

وتنتظر الفتاة العريس المعجزة الذي لا يأتي غالبا وتواصل الأيام رحلتها وتضيع النضارة وتعرف مرارة العنوسة فيطيش صوابها وتقبل بأدنى مما رفضته سابقا.. بل ربما دفعها الجزع من العنوسة لتنازلات محزنة.

طيب ما كان من الأول يا بنات !!!!!

غبن المطلقات

وكلما ازدادت نسبة الزواج في المجتمع فطبيعي أن تحدث نسبة فشل مشروعة مثلما يحدث في أي علاقة تمارس على نطاق واسع.. وهذا يقودنا إلى نظرة المجتمع للمطلقة التي يعاملها كوصمة فتتجنبها الزوجات ويطمع فيها الرجال، وكأنها عاهرة لمجرد كونها مطلقة.. وإذا كان معها أطفال من زواج سابق يطالبها المجتمع بأن تقمع احتياجاتها الفطرية من أجل تربية الأطفال ويضعونها في موقف الاختيار - بلا مبرر- بين حقها المشروع في الإنس بالأسرة وبين سعادة أطفالها..

ونعود للماضي الجميل الذي لا نكف عن التغني به فنجد أنه شتان ما بين نظرة المجتمع الإسلامي الأول للمطلقة وبين نظرتنا إليها.. كانت المطلقة لا تمكث إلا فترة العدة لتجد من يطرق بابها طالبا الزواج بمنتهى البساطة وبالتالي لم يكن هناك مبرر لأن يتحول الطلاق إلى كارثة قصوى وحرب قذرة بين الطرفين تستباح فيها كل المحرمات على النحو الذي يحدث الآن.

إعادة الاعتبار للتعدد

ويبقى الموضوع الشائك وهو تعدد الزوجات بشرط العدل المادي، هذا الواسع الذي ضيقناه على أنفسنا بعناد يصل إلى حد الغباء.. تمارسه المجتمعات الغربية بالعلاقات غير الشرعية وممارسة الجنس بغير تبعة فيكون هذا مبلوعا عندنا وعندهم، أما إذا تم رباط شرعي وانعقد الزواج قامت الدنيا ولم تقعد.

والتعدد أمر يغضب الزوجات جدا اللاتي لو سألن أنفسهن - في لحظة صدق مع النفس- عن مشاعرهن في حال تبادل الأدوار بينهن وبين العوانس لربما فهمن حكمته. فالرجل حينما يتزوج فإنه يتزوج امرأة لا رجلا.. وتقييد التعدد سيؤدي إلى نسبة عنوسة لا مفر منها لأن كل النساء – تقريبا – صالحات للزواج بعكس الذكور الذي قد يعاني بعضهم من ضعف القدرة الجنسية أو المالية أو عدم الرغبة في الزواج أصلا حتى لو تساوى تعداد الذكور مع تعداد الإناث.

وتبقى غيرة الزوجة الأولى مشروعة وغضبها مفهوما.. المهم أن يعينها المجتمع على تجاوز هذه المشاعر السلبية وألا يزين لها خراب بيتها.. وربما دفعها من حولها للطلاق وهي غير راغبة فيه لمجرد الثأر الوهمي لكرامتها الجريحة..

التعدد بالطبع مباح وليس فرضا ولا حتى مستحبا، وشخصيا أنا لا أشجعه ولا أعارضه وإنما أعتبره شأنا شخصيا لا يحق لي أبداء الرأي فيه لا مدحا ولا ذما فكل إنسان أدرى بما يلزمه.. والنصيحة الوحيدة اللازمة هنا هو تأكيد قيمة العدل الذي لو أردت تلخيص الإسلام في جملة لقلت أنه التوحيد لله والعدل مع الآخرين.

أسئلة وأجوبة

1- ما الدليل على مشروعية التعدد ؟

الآية الكريمة " فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة " ، وفعل الرسول وآل البيت والصحابة يؤكد صحة فهم الآية فلو كان ترك التعدد أولى لفعلوه فقد كانوا يتركون تسعة أعشار الحلال مخافة الوقوع في الحرام.

2- هل تعني الآية الكريمة " ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم " نسخ الآية الأولى ؟

لا ، لأن تكملة الآية هو " فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة " فهي تأكيد على أهمية العدل وليس نسخا لمشروعية التعدد.

3- العدل غير ممكن ، لأن عدل المشاعر مستحيل ، أليس كذلك؟.

الله تعالى لم يطلب عدل المشاعر لأنه مستحيل والمقصود هو العدل المادي في النفقة والمبيت، والرسول نفسه كان يقول وهو يقسم النفقة بين نسائه فيعدل: "اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" يعنى القلب (وكان معروفا ميله للسيدة عائشة).

4- هل يجب أن يكون هناك سبب مثل مرض الزوجة أو عقمها ؟

لا يوجد فعل بدون سبب بالنسبة لصاحب الفعل ، ولكن لا يشترط وجود علة بالزوجة لسببين، الأول عدم وجود دليل، والثاني أن هذا لو كان صحيحا لكان معناه أن كل الصحابيات من أصحاب الأعذار، وهذا يمتنع عقلا.

5- لماذا يسمح للرجال بالتعدد، ولا يسمح للنساء بنفس الشيء ؟

لأن الله تعالى شرع ذلك للرجال ولم يشرعه للنساء، ولو فعل لكان واجبا على المؤمنين الإذعان فالواجب أن يكون الهوى تابعا للشرع وليس العكس.

6- هل يجب على الرجل التعدد ؟

لا يجب عليه ذلك فلا هو فرض ولا مستحب بل هو مباح إن قام بشروطه وحسرة يوم القيامة لمن لم يوفي بهذه الشروط.

7- ماذا عن مآسي التعدد ؟

لا يوجد وضع يخلو من المزايا والعيوب ولكن المشروعية ليست بسبب مزاياه المحتملة وإنما لأن الله شرعه فالآراء قد تختلف حسب زاوية الرؤيا، ولكن لا يمكن لمن يفهم دلالات الألفاظ أن يقبح شرع الله ويزعم الإيمان به في الوقت نفسه، ولا يملك أحد تحريم ما أحل الله لأن تحريم الحلال كتحليل الحرام.

8 – هل من حق الزوجة الأولى رفض التعدد ؟

بالتأكيد يمكنها الرفض، وقد أباح الله الخلع لأهون من هذا.

9- هل يعتبر التعدد مهينا للمرأة ؟

الله تعالى كرم الإنسان رجلا وامرأة، ويستحيل أن يضع تشريعا مهينا للمرأة.

10- لكنه يضايق المرأة المفطورة على الغيرة جدا !!

المشرع يراعي مصلحة المجتمع ككل حتى لو ضايقت بعض الأفراد لأن الإنسان مفطور على الانحياز لنفسه، يحدث هذا أيضا في القوانين الوضعية، ولا توجد شريعة تستطيع أن تزعم أنها تحقق السعادة الكاملة على الأرض وإلا لما كان هناك داعي للآخرة، فالدنيا اختبار وهناك أسباب عديدة لتعاسة للمرأة غير التعدد، فهناك الفقر والمرض والفقد.

آفاق أخرى

وبعد هذا كله ستظل نسبة عنوسة لا حيلة لنا فيها.. وقتها فقط نقول أن الزواج – على أهميته– ليس السبيل الوحيد للقيام بدور في الحياة.. فهناك أدوار عديدة متاحة لكل من تريد أن تكون إيجابية وتفيد مجتمعها.. هناك أيتام محرومون من دفء الأمومة وكبار سن بحاجة للعطف والرعاية.. وهناك قضاء الله وقدره وعلى قدر البلاء يكون الصبر ويكون أيضا الجزاء.

لكن المهم أن نقول هذا بعد استنفاذ كل الوسائل الممكنة لدفع كارثة عدم الزواج أما قبلها فيكون السكوت على البلاء بلاء أشد منه.. ويكون أيضا بلادة وضيق أفق وإهدار لنعمة الله التي امتن بها على عباده المؤمنين الذي قال عز من قائل " ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " صدق الله العظيم.
د.أيمن محمد الجندي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ilmona.yoo7.com
 
كارثة اللازواج*
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ALLAHO AKBAR :: مشاكل شبابنا-
انتقل الى: