ALLAHO AKBAR
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ALLAHO AKBAR

Tawhido Allah
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 حوار مع الشيطان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد الرسائل : 317
Localisation : Maroc
تاريخ التسجيل : 12/11/2006

حوار مع الشيطان Empty
مُساهمةموضوع: حوار مع الشيطان   حوار مع الشيطان Icon_minitimeالخميس ديسمبر 28, 2006 8:50 am

"تعليم التفكير"

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده والصلاة، والسلام علي من لا نبي بعده أما بعد:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله أوقاتكم بالخير والمسرات.
"حوارٌ مع الشيطان" هذا هو عنوان القصة التي سنبدأ بها فلا يأخذكم الخوف والرعب، ولا تستبد بكم الدهشة أو الغرابة؛ فليست قصة حوارٍ مع الشيطان من نسج خيال قصَّاص، وليست من مبتكرات روائيٍ يبحث عن الإثارة؛ إنها قصةٌ واقعية يحدِّثنا بها رجلٌ نحبه، ونصدِّقه؛ سيخبرنا متى التقى بالشيطان؟وكيف؟وماذا قال له؟ وبماذا حدَّثه؟ وأحداثُ ستستمعون لها بعد قليل؛ فاستعدوا للتأمل، وأيقظوا انتباهكم، فإن للقصة علاقة بـ "تعليم التفكير".

أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: وكَّلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ، فجعل يحثوا من الطعام فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: إني محتاجٌ وعليَّ عيال وليَّ حاجةٌ شديدة، قال: فخليت عنه فأصبحت فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟) قال: قلت: يا رسول الله شكا حاجةً شديدة وعيالًا فرحمته؛ فخليت سبيله، قال: (أما إنه قد كذبك وسيعود)، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه سيعود فرصدته، فجاء يحثوا من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: دعني فإني محتاجٌ وعليَّ عيال لا أعود، فرحمته، فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا أبا هريرة ما فعل أسيرك؟) قلت يا رسول الله: شكا حاجةً شديدةً وعيالًا، فرحمته، فخليت سبيله، قال: (أما إنه قد كذبك وسيعود)، فرصدته الثالثة، فجاء يحثوا من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود، قال: دعني أعلمك كلماتٍ ينفعك الله بها؛ قلت: ما هو؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} حتى تختم الآية؛ فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطانٌ حتى تصبح، فخليت سبيله، فأصبحت، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما فعل أسيرك البارحة؟) قلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلماتٍ ينفعني الله بها، فخليت سبيله، قال: (ما هي؟) قلت: قال لي: "إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وقال لي: لن يزل عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطانٌ حتى تصبح؛ -وكانوا أي: الصحابة أحرص شيءٍ على الخير- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما أنه قد صدقك وهو كذوب؛ تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليالٍ يا أبا هريرة؟) قال: لا، قال: (ذاك شيطان).

ويؤخذ من الحديث:
أن الحق يُقبل من قائله؛ ولو كان شيطانًا أو على غير ملتنا وديننا؛ فالرسول -عليه الصلاة والسلام- أخبر أن ذلك الشيطان صدق في كلامه عن آية الكرسي؛ مع كونه كاذبًا.
قال ابن حجرٍ في فتح الباري: "وفي الحديث من الفوائد: أن الحكمة قد يتلقاها الفاجر فلا ينتفع بها؛ وتُؤخذ عنه فيُنتفع بها؛ وأن الكافر قد يصدق ببعض ما يصدق به المؤمن ولا يكون بذلك مؤمنًا" انتهى كلامه -رحمه الله-.
والغاية من بيان هذه المسألة التأكيد على أنه يُشرع للمسلم أن يستفيد بالنافع من أقوال غير المسلمين أو أفعالهم؛ شريطة أن لا يتعارض ذلك مع أحكام الشريعة ونصوصها.
ولا شك أن في عصرنا هذا يجد الباحث كثيرًا من المعلومات الموثَّقة، والتجارب المهمة صادرةً عن جهاتٍ غير مسلمة؛ وقد قررنا سابقًا أنه لا تفكير إلا بمعلومات، وأن المعلومات لابد أن تكون واقعية ودقيقة، وأن دقة المعلومات؛ تستلزم الرجوع للمتخصصين.

واليوم نريد أن نعرف حكم الشرع في المعلومات المصدَّرة من غير المسلمين التي لا تتعارض مع الشريعة إذا كانت مفيدةً لنا في أمورنا الدنيوية، واستشهدنا بحديث أبي هريرة السابق على بيان مشروعية ذلك؛ ومما يؤكد أن الكافر قد يقع في كلامه حكمةٌ نافعة، أو مقولةٌ صادقة؛ ما جاء في سورة النمل على لسان ملكة سبأ قالت: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}، قال المفسرون:إن جملة {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} هي من كلام الله -عز وجل-؛ تصديقًا لمقولة ملكة سبأ عن الملوك؛ وقد قالت ما قالت حال كفرها وقبل أن تسلم مع سليمان -عليه السلام-؛ فدلَّ هذا على قبول الحق ولو من الكافر.
ويستدل على قبول الحكمة مها كان مصدرها بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إن من الشعر لحكمة).
ومن المعلوم أن الشعر ليس هو من اختراع المسلمين؛ بل إن غالب الشعر الذي كان يدور على ألسنه العرب في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- كان من نظم غير المسلمين، والحديث لم يخصص شعرًا دون شعر؛ بل عمَّم (إن من الشعر لحكمة) بغض النظر عن قائله.

ويستدل على مشروعية الاستشهاد ببعض أفعال الكفار وأقوالهم الدنيوية في الأمور التي مبناها على معرفة المصالح والمفاسد بالحديث الذي أخرجه الإمام مالك في الموطأ، ومسلمٌ في صحيحه وغيرهما عن: جذامة بنت وهبٍ الأسدية أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لقد هممت أن أنهى عن الغِيلة؛ حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك فلا يضروا أولادهم). وحتى يتضح وجه الاستدلال بهذا النص لابد من بيان ما المقصود بالغِيلة والمقصود بها: هو أن تلد المرأة، فيغشاها زوجها وهي ترضع فتحمل؛ أما لماذا أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينهى عنها؟
فالجواب: هو أنه كان يخشى من الضرر على الرضيع؛ فإن العرب كانت ترى أنه إذا حملت الأم وهي في مدة الرضاعة، سيقل حليبها ويتغير؛ مما قد يضر بجسد طفلها الرضيع، ويتسبب في ضعف قوته الجسدية والعقلية.
فلماذا لم ينه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الغيلة إذًا؟
قال الأُبي في شرح صحيح مسلم: "لما علم النبي -صلى الله عليه وسلم- برأيٍ أو استفاضة أنه لا يضر فارس و الروم، قاس العرب عليهم بالاشتراك في الحقيقة" انتهى كلامه -رحمه الله-.
ويُستنبط من الحديث: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استشهد بفعل ناسٍ من غير المسلمين وهم فارس والروم على أن الغِيلة غير ضارة؛ فدلَّ هذا على مشروعية استدلال العالِم أو الفقيه في المسائل التي مبناها على مراعاة المصالح والمفاسد بتجارب الأمم غير المسلمة.

والناظر في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسيرته؛ يجده -عليه الصلاة والسلام- قد انتفع ببعض الكفار في بعض الأمور مما يدل على جواز ذلك.
يقول شيخ الإسلام ابن تيميه: "فإن ذكر -يعني غير المسلم- ما لا يتعلق بالدين مثل مسائل الطب والحساب المحض؛ لا غايته انتفاعٌ بآثار الكفار والمنافقين في أمور الدنيا فهذا جائزٌ؛ كما يجوز السكنى في ديارهم، ولبس ثيابهم، وسلاحهم، وكما تجوز معاملتهم على الأرض كما عامل النبي -صلى الله عليه وسلم- يهود خيبر، وكما استأجر النبي -صلى الله عليه وسلم- هو وأبو بكرٍ لما خرجا من مكة مهاجرين ابن أريقط رجلًا من بني الدين هادياَ خِرِّيتًا؛ والخِرِّيت: الماهر بالهداية، وائتمناه على أنفسهما ودوابهما، وواعداه غار ثور صبح ثالثة؛ وكانت خزاعة عيبة نصح رسول الله أي: أنهم محل ثقته، والأمانة على سرِّه.
كانت خزاعة عيبة نصح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسلمهم وكافرهم، وكان يقبل نصحهم؛ وكل هذا في الصحيحين.
وكان أبو طالبٍ ينصر النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويذب عنه مع شركه وهذا كثير؛ فإن المشركين وأهل الكتاب فيهم المؤتمن كما قال تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا}.
ولهذا جاز ائتمان أحدهم على المال، وجاز أن يستطب المسلم الكافر إذا كان ثقة؛ نصَّ على ذلك الأئمة كأحمد وغيره؛ إذ ذلك من قبول خبرهم فيما يعلمونه من أمر الدنيا، وائتمانٌ لهم على ذلك وهو جائز إذا لم يكن فيه مفسدةٌ راجحة مثل ولايته على المسلمين وعلوِّه عليهم ونحو ذلك.
فأخذ علم الطب من كتبهم هو كالاستدلال بالكافر على الطريق، بل هذا أحسن لأن كتبهم لم يكتبوها لمعينٍ من المسلمين حتى تدخل فيها الخيانة وليس هناك حاجةٌ إلى أحدٍ منهم بالخيانة، بل هي مجرد انتفاعٌ بآثارهم كالملابس والمساكن والمزارع والسلاح ونحو ذلك". انتهى كلام شيخ الإسلام.

وبهذا التقرير يتأكد ما استدللنا عليه آنفًا من نصوصٍ شرعية تدل على أن المسلم يشرع له أن يأخذ بالحق والحكمة وبكل ما فيه نفعٌ ومصلحة ولو كان من غير المسلمين، وأن المعلومات التي هي مادة التفكير الأساسية يمكن أن تكون من مصادر غير إسلامية شريطة ألا تخالف الشريعة.

ومما يحسن التنبيه عليه هنا: أن الحديث المشهور على ألسنة الناس "الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها" وإن كان صحيح المعنى؛ إلا أنه ضعيف السند لأن فيه إبراهيم ابن الفضل المخزومي؛ قال غير واحدٍ من علماء الجرح والتعديل أنه منكر الحديث.
وقد روي المتن عن بعض التابعين من كلامهم ولم يرفعوه إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- والله أعلم.

اللهم رب جبرائيل وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ilmona.yoo7.com
 
حوار مع الشيطان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ALLAHO AKBAR :: هل تعرف نفسك؟-
انتقل الى: