ALLAHO AKBAR
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ALLAHO AKBAR

Tawhido Allah
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 صفات السؤال الجيد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد الرسائل : 317
Localisation : Maroc
تاريخ التسجيل : 12/11/2006

صفات السؤال الجيد Empty
مُساهمةموضوع: صفات السؤال الجيد   صفات السؤال الجيد Icon_minitimeالخميس ديسمبر 28, 2006 8:51 am

"تعليم التفكير"

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى أما بعد..
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بالخيرات، والمسرات.
كان الإمام سليمان ابن مهران الأعمش من كبار المحدثين الحفاظ؛ وقد روى أحد طلابه أنهم كانوا يومًا عنده، فجاء رجلٌ وافر اللحية، فسأل الأعمش عن مسألةٍ من مسائل الصلاة؛ لا تخفى على الأطفال من صغار السِّن، فالتفت الأعمش إلى طلابه فقال: "انظروا لحيته تحتمل حفظ أربعة آلاف حديث ويسأل سؤال الصبيان".
وفي قصةٍ مشابهة رويت عن الفقيه المعروف كبير القضاة في زمنه -أبي يوسف القاضي- أن رجلاً كان يجلس إليه، فيطيل الصمت، فقال له أبو يوسف: ألا تتكلم؟ فقال: بلى متى يفطر الصائم؟ قال: إذا غابت الشمس، قال: فإن لم تغب إلى نصف الليل؟
فضحك أبو يوسف وقال: أصبت في صمتك، وأخطأت أنا في استدعاء نطقك.
وفي هاتين القصتين بيان أن من الناس من لا يحسن صياغة الأسئلة، ولا يعرف ما هي صفات السؤال الجيد؛ وهذا ما ننوي الحديث عنه في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى؛ لأهمية هذا الأمر في تعليم التفكير.
فقد كان ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول: "ما سألني رجلٌ مسألة إلا عرفت أفقيهٌ هو أم غير فقيه" وذلك لأن السؤال مؤشرٌ على عقل السائل، وعلامةٌ على فكره وفهمه وحتى يكون السؤال جيدًا؛ فلا بد من مراعاة صفاتٍ من أهمها:
أولًا: تحديد الهدف من السؤال بوضوح.
فهناك صلةٌ وثيقةٌ بين السؤال الذي يلقيه السائل، والهدف الذي يصبوا إليه فعلى صانع السؤال أن يسأل نفسه قبل أن يصوغ سؤاله؛ ما الذي أريده تحديدًا من طرح هذا السؤال؟ وماذا سأستفيد من وراء ذلك؟ وما لم ينتبه السائل لذلك؛ فربما كان ضرر سؤاله أكثر من نفعه.
ومن القصص المشهورة أن سائلًا استوقف أحدهم وقال: من فضلك دُلًَّني على الطريق الذي يجب أن أسلكه من هنا؟
فقال: هذا يعتمد على معرفة أين ستتجه، وإلى أي مكانٍ ستذهب؟
فقال السائل: لا أعرف بالضبط أين سأتجه ؟
فقال المسئول: إذًا لا تهتم بأيِّ طريقٍ ستختار.
وهذا حق؛ فالذي لا يعرف هدفه يضيع بين الخيارات والبدائل ولا يصل لمطلوبه أبدًا.

مستمعي الكريم: يظن بعض الناس أنه يعرف الهدف من سؤاله؛ ولكنه عند مناقشته في ذلك؛ تجد عنده هدفًا عامًا واسعًا غير محددٍ، ولا واضح؛ وهذه النوعية من الأسئلة تفقد قوتها؛ لأن الهدف منها لم يُحدد بدقة.
إن الدقة في معرفة القصد من السؤال، والغاية منه، تُسهِّل عمل خطةٍ محكمةٍ للأسئلة يستطيع السائل من خلالها أن يرتب أسئلته في ضوء ذلك وفق الأولويات المناسبة للهدف من السؤال.
ومن العجائب: أن الناس الذين يعرفون أهدافهم، ويخططون لها قلة، فقد أظهرت نتائج دراسةٍٍ أجريت في الولايات المتحدة أن ثمانين بالمائة من المستفتين لا توجد عندهم أهدافٌ واضحة يستطيعون تحديدها.

وسعيًا لتقريب معنى وجود هدفٍ واضحٍ للسؤال ينبغي للسائل أن يُخْضِع هدف سؤاله للمعايير التالية:
المعيار الأول: هل أعرف بالتحديد الأمور التي لا أريدها من هذا السؤال كمعرفتي لما أريده تحديدًا؟ والغاية من هذا السؤال: التأكد من حقيقة الهدف وجودًا وعدمًا، إثباتًا ونفيًا؛ فكما أن تحديد الهدف يحتاج إلى جملٍ تبدأ بعبارة: أريد كذا وكذا؛ فإن الجانب الآخر الذي قلَّ ما ننتبه إليه عند وضع أهدافنا؛ هو الجانب السلبي العدمي أي: ما لا نريده.
فإذا عرفنا ما لا نريده، كمعرفتنا بما نريد، يكون الهدف في هذه الحالة أكثر وضوحًا، وأقرب للدقة.
ففكِّر مستمعي الكريم في: النَّقيض من هدفك، لكي يسهل عليك معرفة ما تريد أكثر وأكثر.
والمعيار الثاني:
هل أستطيع ضرب أمثلةٍ واقعيةٍ على الهدف المحدد من السؤال، أو عقد موازنةٍ تشبيهيةٍ بينه وبين أمورٍ أخرى قريبة الصلة به؟ فالسائل الذي يريد أن يختبر الهدف من سؤاله هل هو واضحٌ ومحددٌ بدقة؛ عليه أن يترجم هدفه إلى عباراتٍ مُشخَّصَة باستعمال أمثلةٍ من الواقع، أو باستعمال التشبيهات؛ فإن استطاع أن يفعل ذلك بسهولة مع مراعاة الدقة؛ فإن هذا يكون علامةً من علامات وضوح الهدف مع ما تقدم.
والمعيار الثالث: الذي يساعد على اكتشاف وضوح الهدف ودقته من السؤال هو: أن يكون صانع السؤال قادرًا على صياغته في صيغٍ متعددة، وبأشكالٍ مختلفة، فإن نجح في ذلك بسهولة، كان ذلك مؤشرًا على وضوح الهدف، ودقته؛ وهذا المعيار قد لا يُحتاج إليه دائمًا؛ ولكنه يُعدُّ مفيدًا؛ لأنه يكشف أحيانًا أن الهدف المراد من السؤال قد لا يُتوصل إليه بسؤالٍ واحدٍ فقط؛ بل إلى أكثر من سؤال.
والمعيار الرابع: أن يكون الهدف من السؤال قابلًا للتجزئة إلى أجزاءٍ صغيرة مع القدرة على ترتيبها حسب أهميتها؛ للوصول إلى الهدف الرئيس؛ وهذا يتطلب في كثيرٍ من الأحيان معرفة الحدود الزَّمانية، والمكانية، و الموضوعية للهدف من السؤال.
ولا ريب أن هذا الإجراء لا يقوم به إلا من كان على بينةٍ من هدف سؤاله؛ ولنضرب مثالًا على أثر غموض الهدف في جودة السؤال: فنفترض أن أحدهم أراد أن يُحسِّن صوته عند قراءة القرآن؛ ولذلك قرر أن يكثر من سماع أحد القرّاء المشهورين؛ ولكنه لا يعرف بالتحديد من سيختار، فأراد أن يسأل عن ذلك، وطرح السؤال الآتي:
من هو أفضل قارئ؟ ولا حظوا معي أيها المستمعون الكرام أنَّ السؤال كان؛ فقد يفهم أحد المجيبين أن المراد اختيار أفضل قارئٍ للقرآن في تاريخ الإسلام، فيجيب: أفضل من قرأ القرآن هو الرسول –صلى الله عليه وسلم- ولكن السائل لا يريد هذا؛ هو يسأل عن أحسن المعاصرين صوتًا، فصيغة السائل لم تكن ملائمةً للهدف.
ولو قمنا وعرضنا سؤاله على المعيار الأول من معايير اكتشاف وضوح الهدف من السؤال، نجد أن السائل لم يحدد ما لا يريده من سؤاله؛ أعاد صاحبنا تنقيح سؤاله، وأصبح هكذا: من هو أفضل مُقرئٍ للقرآن في عصرنا؟ فجاءته الإجابات متعددةٍ ومتنوعة؛ لأن كل واحدٍ رأى من زاويةٍ معينة؛ فمنهم من ظن أن السؤال عن الأفضل من حيث الاستقامة الدينية، والبعض ظن أن المقصود من حيث الاستفادة من تطبيق أحكام التجويد، وتعلم أحكام التلاوة، والبعض ظن أن المقصود القدرة على التلاوة بتنويع طبقات الصوت، والبعض ظن أن المقصود البكاء عند القراءة، وعرف صاحبنا أن سؤاله لم يخدم هدفه، فأعاد صياغة سؤاله ما رأيك في القرَّاء التالية أسماؤهم؟
هنا كان السؤال أكثر تحديدًا، وأقرب للهدف الأساس؛ ولكن الناس أجابوه أيضًا بإجاباتٍ مختلفة فبعضهم قال: فلانٌ ممتاز، وبعضهم قال: جيد، وبعضهم قال: بخلاف ذلك، وبعضهم قال: كلهم لا بأس بهم، ونظر صاحبنا في الإجابات وأراد أن يعرف من هو الأفضل بالنظر لكثرة الأصوات، فعلم أن سؤاله لم يراع هذا الأمر فأعاد سؤاله مرةً أخرى بهذه الصيغة: قم بترتيب القرَّاء التالية أسماءهم بالنظر لصاحب الصوت الأحسن وذكر خمسة قراء، فأجابه الناس بإجابات استطاع من خلالها الحصول على الجواب المسئول عنه؛ وقد استطاع ذلك السائل أن يصل للصيغة المناسبة لهدفه الأصلي من السؤال بعد الوقوع في عددٍ من الأسئلة الخاطئة التي لا تتلاءم مع هدف سؤاله.

وإن أردت مستمعي الكريم: تطبيق مهارة طرح السؤال الجيد بالنظر إلى وضوح الهدف منه؛ فافترض أنك ستسأل خمسةً من الأساتذة عن أفضل الكتب التي قرءوها، واستصحب المثال السابق الذي ذكرناه آنفًا؛ مُسجِّلاً كل محاولاتك على الورق، ثم اعرض سؤالك أو أسئلتك عن هذا الهدف على من تثق به؛ ليقوِّم لك ذلك.
واعلم أخي المستمع أختي المستمعة: أن مهارة التساؤل هي من أهم مهارات التفكير ولن يتمكن الإنسان منها إلا بكثرة التطبيق، والممارسة.
وسنكمل في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى ما تبقى من صفات السؤال الجيد.

وصلى الله وسلم على النبي الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ilmona.yoo7.com
 
صفات السؤال الجيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ALLAHO AKBAR :: هل تعرف نفسك؟-
انتقل الى: