ALLAHO AKBAR
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ALLAHO AKBAR

Tawhido Allah
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 تمارين العزيمة والهمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد الرسائل : 317
Localisation : Maroc
تاريخ التسجيل : 12/11/2006

تمارين العزيمة والهمة Empty
مُساهمةموضوع: تمارين العزيمة والهمة   تمارين العزيمة والهمة Icon_minitimeالإثنين يناير 01, 2007 5:49 am

قاعدة: تمارين العزيمة والهمة

إذا كان علماء الأصول يُعرّفون العزيمة بأنها : ما بُنيت على خلاف التيسير ، كالصوم في السفر لمن أطاقه ، فإن العزيمة عند أهل السلوك لها حظ من هذا المعنى ، فالعزيمة أو العزم عندهم هو استجماع قوى الإرادة على الفعل .. وكأن صاحب العزيمة لا رخصة له في التخلف عن القيام بالهمة ، بل هو مطالب باستجماع قوته وشحذها حتى يطيق الأداء

وغالب من تكلم في هذا الباب لم يشر إلى أهمية تمارين العزيمة ، أي تحفيز الهمة لتقوى على المجاهدة في الأزمنة الفاضلة ، مع أن الشرع أشار إلى ذلك باستحباب صوم شعبان لتتأهب النفس وتقوى على صيام رمضان بسهولة ، وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل أن يبدأ بركعتين خفيفتين حتى تتريض نفسه ولا تضجر .. وقد أشار الإمام الشاطبي رحمه الله في كتاب الموافقات إلى أن السنن والنوافل بمثابة التوطئة وإعداد النفس للدخول في الفريضة على الوجه الأكمل

وكثير من الناس يعقد الآمال بفعل جملة من الطاعات في شهر رمضان مثلاً فإذا ما أتى الشهر أصبح خبيث النفس كسلان ، وذلك لأنه لم يحل عقدة العادة والكسل والقعود

والعزيمة لا تكون إلا فيما لا تألفه النفوس أو لا تحبه فتحتاج النفس إلى المجاهدة في معرفة فضل ذلك العمل المكروه إليها ثم في مجاهدة وإردات العجز والكسل ، ولذلك قال الله عن الجهاد : ((( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم )))

وتمارين العزيمة من صميم القيام بحق العبادة وتحصيل الثمرة منها ؛ لأنه لا قوة للنفس ما لم تُعد العدة للطاعة قال تعالى : ((( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين )))

قال ابن الخراط : (( كتب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز رحمهما الله : أما بعد ، فإنه من حاسب نفسه ربح ، ومن غفل عنها خسر ، ومن نظر العواقب نجا ، ومن أطاع فهو أفضل ، ومن حلُم غنم ، ومن اعتبر أبصر ، ومن أبصر فهم ، ومن فهم علم ، فإذا ندمت فأقلع ، وإذا جهلت فَسَلْ ، وإذا غضبت فأمسك ، واعلم أن أفضل الأعمال ما أُكرهت النفس عليه )))

لقد فقه سلفنا الصالحون عن الله أمره وتدبروا في حقيقة الدنيا ومصيرها إلى الآخرة ، فاستوحشوا من فتنتها ، وتجافت جنوبهم عن مضاجعها ، وتناءت قلوبهم من مطامعها ، وارتفعت همتهم عن السفاسف ، فلا تراهم إلا صوامين قوامين باكين والهين ، وقد حفلت تراجمهم بأخبار زاخرة تشي بعلو همتهم في التوبة والاستقامة ، وقوة عزيمتهم في العبادة والإخبات ، وإليك طرفاً من عباراتهم وعباداتهم التي تدل على تشميرهم وعزيمتهم وهمتهم

قال الحسن البصري رحمه الله : (( من نافسك في دينك فنافسه ، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره ))

وقال وهيب بن الورد رحمه الله : (( إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل ))

وقال شمس الدين محمد بن عثمان التركستاني رحمه الله : (( ما بلغني عن أحد من الناس أنه تعبد عبادة إلا تعبدت نظيرها وزدت عليه ))

وقال أحد العباد : (( لو أن رجلاً سمع برجل هو أطوع لله منه فمات ذلك الرجل غماً ما كان ذلك بكثير ))

وقيل لنافع رحمه الله : (( ما كان ابن عمر يفعل في منزله ؟!! )) ، فقال : (( الوضوء لكل صلاة ، والمصحف فيما بينهما ))

وكان ابن عمر رضي الله عنه إذا فاتته صلاة الجماعة صام يوما وأحيا ليلة وأعتق رقبة

واجتهد أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قبل موته اجتهاداً شديداً ، فقيل له : (( لو رفقت بنفسك بعض الرفق ؟!!! )) ، فقال : (( إن الخيل إذا أُرسلت فقاربت رأسَ مجراها أخرجت جميع ما عندها ، والذي بقي من أجلها أقلُّ من ذلك )) ، فلم يزل على ذلك حتى مات

وعن قتادة قال : قال مورق العجلي : (( ما وجدت للمؤمن في الدنيا مثلاً إلا مثل رجلٍ على خشبة في البحر وهو يقول : " يا رب يا رب " لعل الله أن ينجيه ))

وعن أسامة قال : (( كان من يرى سفيان الثوري يراه كأنه في سفينة يخاف الغرق ، أكثر ما تسمعه يقول : يا رب سلّم سلّم ))

وعن جعفر قال : (( دخلنا على أبي التياح نعوده ، فقال : (( والله إنه لينبغي للرجل المسلم أن يزيده ما يرى في الناس من التهاون بأمر الله أن يزيده ذلك جداً واجتهاداً )) ، ثم بكى ))

وعن فاطمة بنت عبد الملك زوج أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله قالت : (( ما رأيت أحداً أكثر صلاة ولا صياماً منه ، ولا أحداً أشد خوفاً من ربه منه .. كان يصلي العشاء ثم يجلس يبكي حتى تغلبه عيناه ثم ينتبه فلا يزال يبكي تغلبه عيناه .. ولقد كان يكون معي في الفراش فيذكر الشيء من أمر الآخرة فينتفض كما ينفض العصفور من الماء ويجلس يبكي فأطرح عليه اللحاف ))

وعن المغيرة بن حكيم قال : قالت فاطمة بنت الملك : (( يا مغيرة ، قد يكون من الرجال من هو أكثر صلاة وصياماً من عمر بن عبد العزيز ولكني لم أر من الناس أحد قط كان أشد خوفاً من ربه من عمر ، كان إذا دخل البيت ألقى نفسه في مسجده فلا يزال يبكي ويدعو حتى تغلبه عيناه ، ثم يستيقظ فيفعل مثل ذلك ليلته جمعاء ))

وعن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع أنه دخل على فاطمة بنت عبد الملك فقال : (( ألا تخبريني عن عمر ؟! )) ، قالت : (( ما أعلم أنه اغتسل من جنابة ولا احتلام منذ استُخلِف )) !!!

وكان الأسود بن يزيد يجتهد في العبادة ويصوم في الحر حتى يخضر جسده ويصفر ، فكان علقمة بن قيس يقول له : (( لِمَ تعذب نفسك ؟! )) ، فيقول : (( كرامتها أريد )) .. وكان يصوم حتى يخضر جسده ويصلي حتى يسقط ، فدخل عليه أنس بن مالك والحسن فقالا له : (( إن الله عز وجل لم يأمرك بكل هذا !!! )) ، فقال : (( إنما أنا عبد مملوك لا أدع من الاستكانة شيئاً إلا جئت به ))

وقيل لعامر بن عبد الله : (( كيف صبرك على سهر الليل وظمأ الهواجر ؟!!! )) ، فقال : (( هل هو إلا أني صرفت طعام النهار إلى الليل ونوم الليل إلى النهار ، وليس في ذلك خطير أمر )) .. وكان إذا جاء الليل قال : (( أذهب حرُ النار النوم )) ، فما ينام حتى يصبح

وعن أحمد بن حرب قال : (( يا عجباً لمن يعرف أن الجنة تُزيَّن فوقه والنار تُسَعَّرُ تحته كيف ينام بينهما ؟!!! ))

وكان أبو مسلم الخولاني رحمه الله قد علق سوطاً في مسجد بيته يخوّف به نفسه ، وكان يقول لنفسه : (( قومي ، فوالله لأزحفن بك زحفاً حتى يكون الكلل منك لا مني )) ، فإذا أحس بالفتور تناول سوطه وضرب به ساقه وقال : (( أنت أولى بالضرب من دابتي )) ، وكان يقول : (( أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يستأثروا به دوننا ؟! كلا والله لُتُزاحمَنَّهم عليه زحاماً حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالاً ))

وكان منصور بن المعتمر رحمه الله إذا رأيته قلت : (( رجلٌ أصيب بمصيبة )) ؛ منكسر الطرف ، منخفض الصوت ، رطْب العينين ، إن حركته جاءت عيناه بأربع ، وقالت له أمه يوماً : (( ماذا الذي تصنع بنفسك ؟!! تبكي الليل عامته لا تسكت ؟!!! لعلك يا بني أصبتّ نفساً ، لعلك قتلت قتيلاً )) ، فقال : (( يا أماه : أنا اعلم بما صنعت نفسي ))

وقال هُشيم تلميذ منصور بن زاذان : (( لو قيل له إن ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة في العمل ))

وكان صفوان بن سليم قد تعقدت ساقاه من طول القيام وبلغ من الاجتهاد ما لو قيل له : (( القيامة غداً )) ما وجد مزيداً ، وكان يقول : (( اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي ))

وعن موسى بن إسماعيل قال : (( لو قلت لكم إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكاً قط صدقْتُكم ؛ كان مشغولاً بنفسه : إما أن يحدث وإما أن يقرأ وإما أن يسبح وإما أن يصلي ، كان قد قسم النهار على هذه الأعمال ))

وعن وكيع قال : (( كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى ، واختلفت إليه أكثر من ستين سنة فما رأيته يقضي ركعة ))

وعن حماد بن سلمة قال : (( ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله عز وجل فيها إلا وجدناه مطيعاً : إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصلياً ، وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إما متوضئاً أو عائداً لمريض أو مشيعاً لجنازة أو قاعداً في المسجد ، فكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله عز وجل ))

فهؤلاء هم أنموذج السالكين الصادقين

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التَشَبُهَ بالكرامِ فلاحُ

وهذه كانت سيرتهم في مجاهدة النفس ومغالبة الهوى ، فاستحضرها عند هبوب ريح الكسل وسل الله حسن العمل

اللهم إنا نسألك همة علية تسمو بنا إلى جنات النعيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ilmona.yoo7.com
 
تمارين العزيمة والهمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ALLAHO AKBAR :: مقالاتنا الفكرية-
انتقل الى: